المقررات واسعة الانتشار المتاحة عبر الانترنت (MOOCS) وثقافة البوفيه المفتوح
01-06-2020
يوجه الكثير منا عند الذهاب لحفلات الزفاف أو المطاعم التي يقدم بها الطعام بنظام البوفيه المفتوح صعوبة كبيرة عندما يختار من بين أصناف الطعام المختلفة والتي يريد تنأولها فيجد نفسه واقفا أمام البوفيه المفتوح في حيرة من شأنه يشتهي كل ما تراه عينه من طعام ومع كثرة هذه الخيارات والأصناف المتاحه يجد نفسه يحمل بين يديه العديد من أصناف الطعام ويكدس بها المائدة التي يجلس عليها وبعد هذا يجد نفسه لم تتنأول إلا القليل من هذه الأصناف أما الباقي منها فمصيره سلة النفايات، ويرجع هذا لسبب أننا لا نمتلك ثقافة البوفيه المفتوح وتحديد ما نشتهي وما يحتاجه الجسم.
و بنفس تسلسل هذه الأحداث يحدث للدارس الذي يلتحق بالمقررات واسعة الانتشار علي الانترنت (Moocs) فعندما يدخل علي هذه المنصات التعليمية يجد نفسه امام بوفيه مفتوح من المقررات في شتي العلوم فيشتهي الالتحاق بكل ما يصادفه من هذه المقررات فيتكدس حسابه بالعديد من المقررات واذا نظرنا عن قرب لحسابه الشخصي علي المنصة التعليمية نجد أننا امام مقررات مسجل بها فقط ولم يكمل دراستها ولم يستفيد من محتواها العلمي في تطوير نفسه أو مهاراته، وقد شاهدت هذا عند قيامي بالتدريس لعدد من مقررات (Moocs)وجدت عدد كبير مسجل بهذه المقررات ولكن لم يكمل دراسة المقرر الا عدد قليل جداً لا يكاد ان يكون 1% من عدد المسجلين وبعد قيامي ببعض الأبحاث والدراسات علي هذه الظاهرة والتي نشرت في عدد من المجلات المتخصصة وجدت السبب الرئيسي في هذا الأمر هو عدم توافر ثقافة البوفيه المفتوح لدي الدارسين حيث انه لا يعرف كيف يختار ما يدرسه ويفيده في تطوير مهاراته وهذا مثل من يختار الأصناف الكثيرة من الطعام المتوفرة في البوفيه المفتوح ولا يتنأول منها إلا القليل جداً.
لذلك سأحاول جاهداً في هذا المقال بأذن الله تقديم بعض النصائح أو خلاصة من الخبرات ونتائج بعض أبحاثي في هذا المجال بطريقة مبسطة "لثقافة البوفيه المفتوح عند اختيار المقررات واسعة الانتشار علي الانترنت (Moocs) التي تحتاج لدراستها ":
النصيحة الأولي : ما هدفك من الدراسة ؟
إسال نفسك هذا السؤال فإذا كانت إجابتك صريحه فهذا أول طريق النجاح للإستفادة من بوفيه المقررات المفتوح أمامك حيث أكثر الأهداف التي سمعتها خلال تدريسي هي" الحصول علي الشهادة / مش عارف / للتسلية وقتل وقت الفراغ / زيادة المعرفة / تنمية قدراتي ومهاراتي... " فاذا كان هدفك مجرد تسلية أو الحصول علي شهادة لذلك لن تستفيد من البوفيه المفتوح بأى شيْ ولن تتذوق حلأوة المعرفة التي تنير العقول وتزيد من معارفك وخبراتك ومهاراتك ... لذلك فليكون هدف تطوير وزيادة معارفك ومهاراتك .
النصيحة الثانية : ارسم خطة لمقرراتك:
سوف يتساءل الكثير وكيف تكون هذه الخطة؟! ببساطة أن تقوم بتقسيم المقررات طبقا لإحتياجاتك كمتعلم والإحتياجات تتركز في ثلاث محأور "تخصصي– مهاري – ثقافي" ولتبسيط أكثر سوف أقوم بتقسيم المحأور في شكل مقررات يستفيد منها المتعلم في خطته لدراسة المقررات فيما يلي :
أولا : المقررات التخصصية: وهي المقررات التي تفيدك عند دراستها مجال تخصصك و يكون لها أثر في تطويرك في مجال عملك أو مجال دراستك وزيادة الحصيلة المعرفية ومعرفة ما هو الجديد في مجال تخصصك.
ثانيا : مقررات مهارية وتطبيقية : عندما ندرس في التعليم التقليدي نجد أن اكثر ما يقدم لنا مجرد تأسيس نظري لعلم الذي نتخصص فيه ولا يوجد أي جانب تطبيقي يؤهل لسوق العمل لذلك نجد أنفسنا أمام بوفيه مفتوح من المقررات التي تنمي المهارات و وتنقسم هذه المقررات إلي نوعين النوع الأول : مقررات مهارية تفيد مجال تخصصك حيث تكون تطبيقيه علي بعض العلوم النظرية في مجال تخصصك وتساعد علي فهمها جيداً والتأهيل لسوق العمل، أما النوع الثاني: مقررات تعلم مهارات جديدة تفيدك في حياتك أو في مجال عملك حيث بعض المقررات المهارية تكون عامة لجميع الاشخاص للإستفادة منها في جميع التخصصات ....
ثالثا : مقررات لثقافة عامة : الكثير منا يقضي ساعات طويلة أمام قنوات علمية مثل قنوات ناشيونال جيوغرافيك وغيرها تفيدك في تنمية ثقافتك العامة بشكل شيق، كذلك تجد بالمنصات التعليمية بوفيه مفتوح من المقررات الممتعه التي لا ترتبط بتخصص معين إنما لتنميه المعرفة وتوسيع الثقافه العامة لديك والتي تساعدك علي بناء خبرات حياتيه ورؤية الحياة بشكل مختلف.
النصيحة الثالثة : تخصيص وقت لدراسة:
اجعل لك وقت محدد لدراسة المقرر الذي التحقت به "ساعة يوميا أو اسبوعيا "علي أن تكون مقدسة لك وذلك لتكون متابع لمقرر وما يقدم فيه جيدا ولا تتأخر في دراسته ويحدث عدم اكماله كما يفعل الكثير يكون متحمس في البداية وبعدها يفقد هذا الحماس بسبب عدم تخصيص وقت للدراسة .
النصيحة الرابعة : عمل تقييم لنفسك مع نهاية كل مقرر :
ويتنأول التقييم بعض الأسئلة التي يجب أن تكون صريح مع نفسك في الاجابه عليها مثل ( هل أستفادت من المقرر ؟ / هل ساهم المقرر في تطوير معارفي ومهاراتي؟ / هل درست المقرر جيداً أم كنت مقصر فيه ؟ ..... ) والكثير من الأسئلة التي سوف تعطيك رؤية واضحة هل كان اشتراكك في المقرر مفيد أم عبث وضياع لوقتك .
وأخير.... قم بتنمية ثقافة البوفيه المفتوح لديك للاستفادة من مائدة المقررات واسعة الانتشار المتاحة عبر الانترنت (Moocs) جيداً والتي ساعدت الكثير في تنمية مهاراتهم وقدرتهم ...... "زد من معارفك ومهارتك اليوم لتكون مميزا ومختلفا غداً " ... شلتوتيات فلسفية