نبطشيات المؤتمرات
07-04-2020
لم أستطيع الكتابة من فترة طويلة ولا اعرف السبب هل ماتت الرغبة في الكتابة ام انها كبوة جواد وسوف يعود الي مضمار السباق مرة اخري لعله خيرا، من أكثر من عامانا وانا يرودني التفكير في كتباه هذه السطور ولكنني في كل مرة أقوم بتجهيز للكتابة أجد نفسي اتراجع ليس كسلا مني ولكن لما سوف اكتبه لان الكثير سيضايقه ما سأكتبه في هذا المقال ولكن التقطت انفاسي اللهثة من مضمار الحياة وعقدت عزمي علي كتابة هذه السطور لعلها تكون تذكرة لي قبل ان تكون تذكرة للآخرين.
في البداية الكثير سينقسم القراء في مسمي " نبطشيات " بين علامات الاستفهام لعدم فهم المعني وبين التعجب من علاقة المسمى بالمؤتمرات، لعلي في السطور القادمة أقوم بتوضيح بسيط لمعني هذه الكلمة، بالبحث والتقصي وجدت ان كلمة «نبطشى» كلمة ذات أصل تركى، وتُكتب على هذا النحو Nobetci، والمقصود بها «حصة مناوبة لمُراقب أو حارس»، وارتبطت في البداية بالمجالين الأمني والعسكري، ثم تطورت بعد ذلك وأصبحت كلمة مرتبطة باي وردية او مناوبة في المستشفيات او غيرها ولكني لا اقصد هذا المعني انما اقصد المعني الذي انتشر في الآونة الأخيرة وهو "نبطشى الافراح"، ويعرف هذا المعني الكثير من يعيشوا في المناطق الشعبية المصرية أو من حضر افراحنا المصرية البسيطة في المناطق الشعبية والقري حيث هو شخص يمسك الحديدة " الميكرفون" ليقدم الفقرات ن ويستقبل المدعوين، ويحيى بأفضل التحايا من يقدم (النُّقطة) وهو مبلغ مالي كتهنئة للعروسين، ولتقريب الفكرة اكثر للقاري ستجده تجسيد في عدد من الأفلام المصرية مثل فيلم الفرح والذي جسد دوره الممثل " ماجد الكدوانى"، ومن وجهة نظري المتواضع انه شخص يمتلك مهارات سرعة البديهة وقاموس شعبي من الكلمات التي يقولها بشكل تشعل الفرح وتجعله به حيوية، لن اسرد اكثر من هذا لمعني الكلمة حتي لا ينساب عقل القاري في تساؤلات واهمها ما علاقته بالمؤتمرات كما هو في عنوان المقال ولكني ارجو من القاري الصبر عليه قليل لان السطور القادمة ستظهر ما يكمن في نفسي، وهي متابعتي خلال الثلاث سنوات السابقة لسوق المؤتمرات في الوطن العربي ولكن احدد دولة او تخصصي بعينه ولكني ستكلم بشكل عام ليس خوفا من أحد انما تعودت علي تقديم النصيحة وليس الفضيحة، وأقول سوق مع ثقل الكلمة علي قلبي ولكن لأنه اصبح سوقا لعرض أبحاث واوراق عمل كما تعرض البضاعة المهم الحصول علي اجر النشر ولا ينظر لجودة هذه الأبحاث ولكن ليس هذا بموضوعنا هنا ولعل الله يكتب في العمر بقية واكتب مقال مطول عن هذا، ولكن ظهر في هذا السوق " نبطشي المؤتمرات" والذي يمسك الحديدة "الميكرفون" ويتحدث في احدي الموضوعات لتي تحمل عنوان اكثر بريقا وعندما تجلس للاستماع والاستفادة من هذا الموضوع البراق الجديد تجد انها مجرد كلمات وتحايا لمعازيم المؤتمر ولم تجد أي معرفة جديدة، وللأسف تجد في العام الواحد اكثر من مؤتمر وسخرية القدر تجد بعض المؤتمرات في نفس التوقيت وتجد النبطشيات الكبار مدعوين لكل هذه الموضوعات بنفس الموضوع وبنفس الأداء، ومما يحزن هو ظهور صغر النبطشيات وهما باحثين صغار تجذبه الحديدة "الميكرون" ليظهر هو الاخر في الفرح البحثي ليقدم نفسه كمشروع نبطشي مستقبلي .
اه من وجع في القلب يحمل الكثير والكثير على ما الت اليه المعرفة والمؤتمرات..... ولكن سأكتفي بهذه السطور وليس معني ذلك أنى بأفضالكم علما و تميز ولكني اري نفسي أَسْوَإِ بكثير من أقل شخص فيكم .... ولكن أحاول ان بهذه السطور تذكير نفسي واصلحها بأن اتحول الي "نبطشي" احب الظهور لمجرد الظهور انما أقوم بتقديم معرفة جديدة او ترتيب معرفة قديمة واخراجها بشكل مبسط وجديد لتكون بها نفع للآخرين، وحتي لا أسال يوم القيام عن عِلمِي ماذا عَمِلَت فيهِ كما قال رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ “........ولعلي اختم كما عودتكم بأحدي شلتوتياتي الفلسفية وهي" اذا اعجبك حديث وكلماتك فاحذر ان تكون نبطشيا وظيفته بيع الكلمات الفارغة التي لا تأتي باي نفع"