أوجاع تعليمية (2) وجع الطالب (الضحية وغياب المثل الأعلى )
01-06-2020
اكمالا لأوجاعي التعليمية والتي بدأتها معكم بالوجع الأول " وجع المعلم " اكمل باقي الاوجاع مع أحد الاوجاع التي اصابت الأعمدة الرئيسية بالعملية التعليمية من معلم وطالب ومنهج، وأقدم بين اياديكم وجعي الثاني عنصر مهم وهو الطالب مستقبل الامة الي الرقي والتطور فإذا كان مسخ من المسوخ فسيقودها الي الهاوية لذلك ستحمل لنا السطور القادمة أواجع قاتلة لانها تخص الطالب الذي هو مخرج العملية التعليمية .... لذلك سوف ترتكز اوجاع الطالب علي محورين محور: الطالب الضحية. والمحور الاخر: الطالب وغياب المثل الأعلى.
المحور الاول: الطالب الضحية.
يعاني الطالب من قرارات غير مدروسة من القائمين علي المناهج في وطننا العربي التي للأسف الي الان تخاطب الجانب المعرفي والتي لا تتفاعل مع احتياجاته وتري جوانبه الآخري ... وسأجد الردود الجاهزة من اهل الاختصاص والتي تتلخص في " انني ظالم وان هناك عملية تطوير للمناهج بشكل ممتاز في الدول العربية ترتقي لمناهج الدول المتقدمة والتي تخاطب جميع جوانب الطلب واهتماماته "... اجابتي ستكون قاسية لا انكر ان هناك تطوير للمناهج في دولنا العربية الجميلة ولكنه تطوير في شكل الكتب واخراجها فنيا او ادخال التقنية وتطبيقها في المدارس ولكن الي الان اذا نظرنا عن قرب لهذه المناهج سنجدها الي الان تخرج طالب متفوقا ولكن فقط في الجانب المعرفي فقط واصبح الطالب يمتلك راس مثل صفيحة المياة التي تملأ بمعلومات والتي نطلب منه ان يفرغها في الاختبارات اخرالعام
بدون توضيح ماذا سوف تساعده هذه المعلومات في حياته وكيف تكون طريقه تغير لسلوكه وعلاقته
بالأخرين ، ويرجع لعدم الاستفادة من المناهج المطورة لأسباب كثيرة جدا يعرفها كل من يعمل في المناهج والتعليم وهي أولا ان الكثير من التطوير يأتي بدافع مواكبة الموضة وباننا نمتلك مناهج مطورة تعتمد علي التكنولوجيا الحديثة التي سوف تجعلنا بين الدول المتقدمة واحب ان أقول التكنولوجيا ليست الحل عندما نطور المناهج الحل ان نجد مناهج تساعد الطالب علي بناء شخصيته ووضعه علي الطريق السليم في حياته وتجعله يستفيد مما يتعلمه في تطبيقه في حياته، لا تجعلوا الطالب ضحية للتطوير المستمر للمناهج التي أصبحت في كثير من الأحيان مجرد تغير التصميم والإخراج الفني، انما اجعلوا منه مشارك يصنع منهجه بنفسه الذي يساعده علي رسم مستقبله ومستقبل الامة.
المحور الثاني: الطالب وغياب المثل الأعلى:
عندما كنا صغار كنا نتشوق جدا لسؤال ماذا تريد ان تصبح عندما تكبر ومن هو مثلك الأعلى؟ اعتقد ان هذا السؤال أصبح نادرا او الإجابة أصبحت عليه مختلفة عن زمننا حيث كانت اجابتنا ان اصبح ضابط لدفاع عن ارض الوطن او دكتور او مهندس ... قمت بتجربة ان اسال هذا السؤال لعدد من الأطفال وكان الرد ان اصبح لاعب كرة او فنان او من مشاهير السوشيال ميديا ..... لست ضد هذه الفئات لان المجتمع يجب ان يكون متنوع في جميع التخصصات والعلوم والفنون...
ولكن ساخد مشهد من فيلم مصري كان يدور بين الفنان الراحل توفيق الدقن حيث يدخل علي احد الفنانين الذي يريد منه ان يعلمه أصول الفتوة ويجيبه الفنان توفيق الدقن بجملة تلخص ما نحن فيه" جري ايه للدنيا الناس كلها فتوات امال مين اللي هيضرب "، لذلك اقولها اقتباسا لهذه الجملة " جري ايه للدنيا الطلاب كلهم يريدون ان يكونوا مشاهير كورة او فن او سوشيال ميديا امال مين سوف يكون عالم او مخترع " هذا ما اريده ان يصل للجميع وهو اننا نحتاج لتغذية طلابنا وتغير فكرهم الي ان يكونوا مخترعين وعلماء لان الأوطان لا تبني بمشاهير السوشيال ميديا ولاعبي الكورة انما هم جزء صغير فيه انما تبني بالعلماء والمخترعين.
واخيرا اختم وجع الطالب .... إذا لم نجد كتب ممزقة واوراق مبعثرة في باحات مدارسنا وخارجها، مع الانتهاء من كل فصل دراسي.... أستطيع ان أقول لكم ان لدينا طالب يقدر العلم والعلماء وان الوجع تم الشفاء منه .
انتظروني اذا كان في العمر بقية ... مع باقي اوجاعي التعليمية لعل الله يشفيها قريبا د. محمد شلتوت